فصل: السنة الثالثة من سلطنة الناصر حسن الثانية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الثالثة من سلطنة الناصر حسن الثانية

وهي سنة ثمان وخمسين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير الكبير أتابك العساكر شيخون بن عبد الله العمري الناصري اللالا مدبر الممالك الإسلامية بالديار المصرية في السابع من ذي الحجة بالقاهرة من جرح أصابه لما ضربه قطلوخجا السلاح دار في موكب السلطان حسن حسب ما تقدم ذكره في ترجمة السلطان حسن هذه الثانية‏.‏

وقيل‏:‏ كانت وفاته في أواخر ذي القعدة وسنه نيف على خمسين سنة‏.‏

وكان أصله من كتابية الملك الناصر محمد بن قلاوون وكان تركي الجنس جلبه خواجا عمر من بلاده وباعه للملك الناصر وترقى بعد موت الملك الناصر حتى صار أتابك العساكر بالديار المصرية‏.‏

وهو أول من سمي بالأمير الكبير وليها بخلعة وصارت من بعده وظيفة‏.‏

وهو صاحب الجامع والخانقاه بخط صليبة أحمد بن طولون‏.‏

وقد تقدم من ذكره في ترجمة الملك الناصر حسن والملك الصالح صالح وغيرهما ما يستغنى عن ذكره هنا ثانيًا‏.‏

ودفن بخانقاته المذكورة‏.‏

وفي شيخون يقول بعض شعراء عصره مضمنًا‏:‏ شيخو الأمير المفدي كله حسن حوى المحاسن والحسنى ولا عجب دع الذين يلوموني عليه سدى ليذهبوا في ملامي أية ذهبوا وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة قوام الدين أبو حنفية أمير كاتب ابن أمير عمر ابن أمير غازي الفارابي الإتقاني الحنفي بالقاهرة ودفن بالصحراء خارج القاهرة‏.‏

وكان - رحمه الله - إمامًا عالمًا مفتنًا بارعًا في الفقه واللغة العربية والحديث وأسماء الرجال وغير ذلك من العلوم وله تصانيف كثيرة منهما‏:‏ ‏"‏ شرح الهداية ‏"‏ في عشرين مجلدًا ‏"‏ وشرح الأخسيكثي ‏"‏ و ‏"‏ شرح البزدوي ‏"‏ ولم يكمله‏.‏

وولي التدريس بمشهد أبي حنيفة ببغداد‏.‏

ثم قدم دمشق فأفتى بها ودرس واشتغل وصنف بدمشق كتابًا في منع رفع اليدين في الصلاة فاضلًا عن تكبيرة الافتتاح‏.‏

ثم طلب إلى القاهرة مكرمًا معظمًا حتى حضرها وصار بها من أعيان العلماء لا سيما عند الأمير صرغتمش الناصري فإنه لأجله بنى مدرسته بالصليبة حتى ولاه تدريسها‏.‏

ولما مات - رحمه الله تعالى - ولي تدريس الصرغتمشية العلامة أرشد الدين السرائي الحنفي‏.‏

وتوفي قاضي القضاة نجم الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن القاضي عماد الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الطرسوسي ثم الدمشقي الحنفي قاضي قضاة الحنفية بدمشق بها عن نحو أربعين سنة‏.‏

وكان - رحمه الله - إمامًا عالمًا علامة أفتى ودرس وناب في الحكم عن والده بدمشق ثم استقل بالوظيفة من بعده عدة سنين وحمدت سيرته‏.‏

وله مصنفات كثيرة منها‏:‏ كتاب ‏"‏ رفع الكلفة عن الإخوان في ذكر ما قدم القياس على الاستحسان ‏"‏ وكتاب ‏"‏ مناسك الحج ‏"‏ مطول وكتاب ‏"‏ الاختلافات الواقعة في المصنفات ‏"‏ وكتاب ‏"‏ محظورات الإحرام ‏"‏ وكتاب ‏"‏ الإرشادات في ضبط المشكلات ‏"‏ عدة مجلدات وكتاب ‏"‏ الفتاوى في الفقه ‏"‏ وكتاب ‏"‏ الإعلام في مصطلح الشهود والأحكام ‏"‏ وكتاب ‏"‏ الفوائد المنظومة وتوفي الأمير سيف الدين أرغون بن عبد الله الكاملي المعروف بأرغون الصغير بالقدس بطالًا قبل أن يبلغ الثلاثين سنة من العمر‏.‏

وكان أرغون خصيصًا عند الملك الكامل ثم عند أخيه الملك الصالح إسماعيل وترقى حتى صار أمير مائة ومقدم ألف بديار مصر‏.‏

ثم ولي نيابة حلب ثم نيابة الشام ثم أعيد إلى نيابة حلب ثانيًا إلى أن طلب إلى القاهرة وقبض عليه واعتقل بالإسكندرية مدة ثم أخرج إلى القدس بطالًا فمات به‏.‏

وكان أميرًا جليلًا عارفًا شجاعًا كريمًا وفيه بر ومعروف وله مآثر من ذلك بيمارستان بحلب وغيره‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد المحسن العسجدي الشافعي‏.‏

كان معدودًا من فقهاء الشافعية‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي القاضي علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن الأطروش الحنفي محتسب القاهرة وقاضي العسكر بها‏.‏

كان من بياض الناس وله وجاهة‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العلامة محب الدين أبو عبد الله محمود ابن الشيخ الإمام علاء الدين أبي الحسن علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي الشافعي في يوم الأربعاء ثامن عشرين شهر ربيع الآخر وكان فقيهًا مصنفًا ومن مصنفاته‏:‏ ‏"‏ شرح ابن الحاجب في الأصول ‏"‏ وكتاب ‏"‏ اعتراضات على شرح الحاوي ‏"‏ في الفقه لأبيه‏.‏

وله غير ذلك‏.‏

الماء القديم سبع أذرع وإصبع‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏

والله أعلم‏.‏

السنة الرابعة من سلطنة الناصر حسن الثانية وهي سنة تسع وخمسين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الأمير سيف الدين صرغتمش بن عبد الله الناصري في سجنه بثغر الإسكندرية في ذي الحجة‏.‏

وكان أصله من مماليك الناصر محمد بن قلاوون وترقى حتى صار من أكابر الأمراء ومدبري الديار المصرية مع الأمير شيخون وبعده وقد تقدم من ذكره في ترجمة الملك الصالح والملك الناصر حسن ما يكتفي بذكره هناك‏.‏

ولما حبسه الملك الناصر حسن بثغر الإسكندرية كتب إليه صرغتمش كتابًا يتخضع إليه فيه وفي أوله‏:‏ قلبي يحدثني بأنك متلفي روحي فداك عرفت أم لم تعرف فلم يلتفت الملك الناصر لكتابه وفعل به ما قدر عليه‏.‏

وكان صرغتمش عظيمًا في الدولة فاضلًا مشاركًا في فنون يذاكر بالفقه والعربية ويحب العلماء وأرباب الفضائل ويكثر من الجلوس معهم وهو صاحب المدرسة بخط الصليبة وله بر وصدقات إلا أنه كان فيه ظلم وعسف مع جبروت‏.‏

وتوفي القاضي شرف الدين أبو البقاء خالد بن عماد الدين إسماعيل بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن محمد بن خالد بن محمد بن نصر المخزومي الشافعي المعروف بابن القيسراني الحلبي ثم الدمشقي بدمشق عن نيف وخمسين سنة وكان كاتبًا فاضلًا مصنفًا‏.‏

باشر كتابة الإنشاء بدمشق ووكالة بيت المال وسمع الكثير‏.‏

وتوفي قاضي الإسكندرية فخر الدين أبو العباس محمد بن أحمد بن عبد الله الشهير بابن المخلطة في يوم الجمعة سابع شهر رجب‏.‏

ولي قضاء الإسكندرية أشهرًا بعد أن كان درس بالقاهرة بمدرسة الصرغتمشية‏:‏ درس الحديث‏.‏

وكان فاضلًا عارفًا بالأصول وله سماع‏.‏

وتولى بعده قضاء الإسكندرية بابن التنسي‏.‏

وتوفي ملك الغرب أبو عنان فارس ابن السلطان أبي الحسن علي بن السلطان أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق بن محيو بن حمامة المريني المغربي بمدينة فاس بعد أن حكم خمس سنين وكان مشكور السيرة‏.‏

رحمه الله‏.‏

وتوفي الشريف مانع بن علي بن مسعود بن جماز بن شيحة الحسيني أمير المدينة بها‏.‏

وتولى المدينة الشريفة بعده ابن عمه فضل بن القاسم في ذي القعدة‏.‏

وتوفي الأمير سيف بن فضل بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة ابن عصية في ذي القعدة وكان جوادًا شجاعًا‏.‏

ولي إمرة آل فضل غير مرة‏.‏

وقيل إنه قتل سنة ستين وهو الأصح‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن عيسى بن حسن بن كر الحنبلي إمام أهل الموسيقى وله فيها تآليف حسنة ويتصل نسبه إلى الخليفة مروان بن محمد الحمار‏.‏

وكان صوفيًا فقيهًا وله زاوية عند مشهد الحسين بالقاهرة‏.‏

ومولده في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وستمائة بالقاهرة‏.‏

وكان فاضلًا قرأ القرآن على الشطنوفي وحفظ ‏"‏ الأحكام ‏"‏ لعبد الغني و ‏"‏ العمدة في الفقه ‏"‏ للشيخ موفق الدين ‏"‏ والملحة ‏"‏ للحريري وسمع على أشياخ عصره مثل الدمياطي والابرقوهي وغيرهما وصنف كتابًا في الموسيقى سماه‏:‏ ‏"‏ غاية المطلوب في فن الأنغام والضروب ‏"‏ وقد أوضحنا أمره وما يتعلق بفنه الموسيقي في المنهل الصافي إذ هو محل الاستيعاب‏.‏

وتوفي الأمير الطواشي صفي الدين جوهر بن عبد الله الجناحي البتخاصي مقدم المماليك السلطانية وقد قارب المائة سنة من العمر‏.‏

وكان من أعيان الخدام وأماثلهم‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين تنكزبغا بن عبد الله المارديني أمير مجلس وزوج أخت السلطان حسن‏.‏

كان من أكابر الأمراء بالديار المصرية لا سيما في دولة الناصر حسن‏.‏

وكان عاقلًا مدبرًا سيوسًا‏.‏

وتوفي الشيخ شمس الدين أبو عبد الله صمد بن إبراهيم بن داود بن الهكاري الكردي الشافعي بدمشق في ذي القعدة‏.‏

ومولده سنة خمس وثمانين وستمائة‏.‏

وكان فقيهًا فاضلًا‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين ملكتمر بن عبد الله السعدي في ذي القعدة بحماة بطالًا بعد أن ولي عدة وظائف وتنقل في عدة ولايات‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وثماني أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا سواء‏.‏

السنة الخامسة من سلطنة الناصر حسن الثانية وهي سنة ستين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي قاضي القضاة تقي الدين أبو عبد الله محمد بن شهاب الدين أحمد ابن شاش المالكي قاضي قضاة الديار المصرية في يوم الأربعاء رابع شوال ودفن بالقرافة‏.‏

وكان إمامًا بارعًا في مذهبه أفتى ودرس وناب في الحكم ثم آستقل بالقضاء وكان مشكور السيرة من علم وفضل‏.‏

رحمه الله‏.‏

توفي قاضي قضاة حماة تقي الدين أبو المظفر محمود بن بدر الدين محمد بن عبد السلام بن عثمان القيسي الحنفي الحموي الشهير بابن الحكيم‏.‏

باشر قضاء حماة تسع عشرة سنة وحمدت سيرته ومات بمنزلة ذات الحج من الحجاز وقد جاوز ستين سنة‏.‏

وكان عالمًا زاهدًا ورعًا‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة شيخ الإسلام وقطب الوجود أبو البقاء وقيل أبو الوفاء خليل بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر المالكي المالقي ثم المكي العالم المشهور صاحب التصانيف في مذهبه بمكة المشرفة بعد أن انتهت إليه رياسة مذهبه ولم يخفف بعده مثله‏.‏

وتوفي القاضي جمال الدين إبراهيم ابن العلامة شهاب الدين محمود بن سليمان ابن فهد الحلبي الحنبلي بحلب عن أربع وثمانين سنة‏.‏

وكان فاضلًا كاتبًا ماهرًا في صناعته‏.‏

كتب في ديوان الإنشاء بمصر وولي كتابة سر حلب ثلاث مرات نيفًا وعشرين سنة وحدث عن جماعة من حفاظ الديار المصرية والإسكندرية‏.‏

وكان عارفًا بالاصطلاح والكتابة وله نظم ونثر‏.‏

ومن شعره ما كتبه لوالده متشوقًا بقوله‏:‏ هل زمن ولى بكم عائد أم هل ترى يرجع عيش مضى فارقتكم بالرغم مني ولم أختره لكني أطعت القضا قلت‏:‏ لو كانت وظيفته قضاء حلب كان في قوله‏:‏ ‏"‏ أطعت القضا ‏"‏ تورية‏.‏

جوادًا ممدحًا‏.‏

وفيه يقول البارع جمال الدين محمد بن نباتة المصري قصيدته المشهورة التي أولها‏:‏ وتوفي القاضي تاج الدين أحمد بن يحيى بن محمد بن علي أبي القاسم بن علي بن أبي الفضل العذري الدمشقي الحنفي المعروف بابن السكاكري‏.‏

كان عارفًا بعلل المكاتيب الحكيمة خبيرًا بسلوك طرائفها العلمية والعملية‏.‏

وكتب الحكم والإنشاء بحلب ومات عن خمس وستين سنة رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الأمير عز الدين طقطاي بن عبد الله الصالحي الدوادار بطرابلس بضع وأربعين سنة معتقلًا‏.‏

وكان أميرًا فاضلًا جليلًا رئيسًا‏.‏

وفيه يقول الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي تغمده الله برحمته‏:‏ هذا الدوادار الذي أقلامه تذر المهارق مثل روض نافح تجري بأرزاق الورى فمدادها وبل تحدر من غمام سافح أستغفر الله العظيم غلطت بل نهر جرى من لج بحر طافح وإذا تكون كريهة فيمينه تسطو بحد أسنة وصفائح يا فخر دهر قد حواه فإنه عز لمولانا المليك الصالح وتوفي الخان جانبك خان بن أزبك خان صاحب كرسي سراي وبلاد الدشت بها بعد أن حكم ثماني عشرة سنة‏.‏

ونسبه يتصل لجنكزخان وتولى بعده الملك ابنه بردبك خان والله أعلم أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة تسع عشرة ذراعًا وثلاث أصابع‏.‏

وقيل أربعة أصابع من غير زيادة والله سبحانه أعلم بالصواب‏.‏

السنة السادسة من سلطنة الناصر حسن الثانية وهي سنة إحدى وستين وسبعمائة‏.‏

فيها توفي الشيخ الإمام العالم العلامة جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن هشام الأنصاري الحنبلي النحوي في ليلة الخامس من ذي القعدة ودفن بعد صلاة الجمعة بمقابر الصوفية خارج باب النصر من القاهرة‏.‏

وكان بارعًا في عدة علوم لا سيما العربية فإنه كان فارسها ومالك زمامها وهو صاحب الشرح على ألفية ابن مالك في النحو المسمى ‏"‏ بالتوضيح ‏"‏ وشرح أيضًا ‏"‏ البردة ‏"‏ وشرح ‏"‏ بانت سعاد ‏"‏ وكتاب ‏"‏ المغني ‏"‏ وغير ذلك ومات عن بضع وخمسين سنة‏.‏

وكان أولًا حنفيًا ثم استقر حنبليًا وتنزل في دروس الحنابلة‏.‏

وتوفي قاضي القضاة صدر الدين أبو الربيع سليمان بن داود بن سليمان بن محمد بن عبد الحق الدمشقي الحنفي باليمن عن ثلاث وستين سنة‏.‏

وكان إمامًا بارعًا مفتنًا‏.‏

أفتى ودرس بدمشق وباشر بها عدة وظائف منها‏:‏ كتابة الإنشاء والنظر في الأحكام ورحل إلى العراق وخراسان ومصر والحجاز واليمن‏.‏

وكان له شعر جيد من ذلك قوله‏:‏ لما بدا في خده عارض وشاق قلبي نبته الأخضر أمطر أجفاني مستمطرًا فقلت هذا عارض ممطر وتوفي الشيخ الإمام الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي العلائي الدمشقي الشافعي‏.‏

كان إمامًا حافظًا رحالًا عارفًا بمذهبه‏.‏

سمع بالشام ومصر والحجاز وتقدم في علم الحديث وجمع وألف وصنف ودرس بالصلاحية والتنكزية بالقدس وكانت وفاته في المحرم من هذه السنة‏.‏

وقال الإسنوي‏:‏ سنة ستين‏.‏

ومولده بدمشق في سنة أربع وتسعين وستمائة‏.‏

وتوفي القاضي ضياء الدين أبو المحاسن يوسف بن أبي بكر بن محمد الشهير بابن خطيب بيت الآبار الدمشقي‏.‏

مات بالقاهرة عن نيف وسبعين سنة‏.‏

وكان مقدمًا في الدولة الناصرية وباشر الحسبة ونظر الأوقاف وغيرهما‏.‏

وتوفي الشيخ تقي الدين إبراهيم ابن الشيخ بدر الدين محمد بن ناهض بن سالم بن نصر الله الحلبي الشهير بابن الضرير بحلب عن بضع وستين سنة‏.‏

وكان فقيهًا بارعًا‏.‏

سمع الحديث وجمع وحصل وكتب كثيرًا من الإنشاء والعلم والأدب‏.‏

وتوفي الشريف زين الدين أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن علي محمد بن علي الحسيني الحلبي نقيب الأشراف بحلب‏.‏

كان رئيسًا نبيلًا من بيت رياسة وشرف‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الشيخ شرف الدين موسى بن كجك الإسرائيلي الطبيب في شوال‏.‏

وكان بارعًا في الطب مشاركًا في غيره‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام الخطيب شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن القسطلاني خطيب جامع عمرو - رحمه الله - بمصر القديمة في ذي الحجة‏.‏

وكان دينًا خيرًا من بيت فضل وخطابة وقد تقدم ذكر جماعة من آبائه وأقاربه‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم اثنتا عشرة ذراعًا سواء‏.‏

مبلغ الزيادة أربع وعشرون ذراعًا‏.‏

قاله غير واحد‏.‏

وخربت أماكن كثيرة من عظم زيادة النيل‏.‏

والله أعلم‏.‏

سلطنة الملك المنصور محمد السلطان الملك المنصور أبو المعالي ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك المظفر حاجي ابن السلطان الملك الناصر محمد ابن السلطان الملك المنصور قلاوون المنصوري الحادي والعشرون من ملوك الترك بالديار المصرية‏.‏

جلس على تخت الملك صبيحة قبض على عمه الملك الناصر حسن وهو يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وسبعمائة وكان عمره يومئذ نحوا من أربع عشرة سنة بعد أن اجتمع الخليفة المعتضد بالله والقضاة والأعيان‏.‏

ثم فوض عليه خلعة السلطنة وهو التشريف الخليفتي في يوم الخميس عاشر الشهر المذكور ولقبوه الملك المنصور وحلفت له الأمراء على العادة‏.‏

وركب من باب الستارة من قلعة الجبل إلى الإيوان وعمره ست عشرة سنة‏.‏

قاله العيني‏.‏

والأصح ما قلناه‏.‏

ثم خلع على الأمير يلبغا العمري الناصري الخاصكي وصار مدبر مملكته ويشاركه في ذلك خشداشه الأمير طيبغا الطويل على أن كلًا منهما لا يخالف الآخر في أمر من الأمور‏.‏

ثم خلع على الأمير قطلوبغا الأحمدي واستقر رأس نوبة الثوب‏.‏

وخلع على قشتمر المنصوري بنيابة السلطنة بالديار المصرية ونظر البيمارستان المنصوري عوضًا عن الأمير اقتمر عبد الغني وخلع على الشريف عز الدين عجلان بإمرة مكة على عادته‏.‏

ثم كتب بالإفراج عن جماعة من الأمراء من الحبوس وهم الأمير جركتمر المارديني وطشتمر القاسمي وقطلوبغا المنصوري‏.‏

وخلع على طشتمر القاسمي بنيابة الكرك من يومه وعلى ملكتمر المحمدي بنيابة صفد ونفى أطقتمر المؤمني إلى أسوان وخلع على الأمير ألجاي اليوسفي حاجب الحجاب واستقر أمير جاندار وأفرج عن الأمير طاز اليوسفي الناصري من اعتقاله بثغر الإسكندرية بعد أن حبس بها ثلاث سنين وزيادة وكان السلطان الملك الناصر حسن قد أكحله وأفرج أيضًا عن أخوي طاز‏:‏ الأمير جنتمر وكلتاي وعن قرابغا وحضروا الجميع إلى بين يدي السلطان وحضر طاز وعلى عينيه شعرية فأخلع عليه وسأل أن يقيم بالقدس فأجيب وسافر إلى القدس وأقام به إلى أن مات على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

ولما بلغ خبر قتل الملك الناصر حسن إلى الشأم عظم ذلك على بيدمر نائب الشأم وخرج عن الطاعة في شعبان سنة اثنتين وستين وسبعمائة وعصى معه أسندمر الزيني ومنجك اليوسفي وحصنوا قلعة دمشق‏.‏

فلما بلغ ذلك يلبغا العمري استشار الأمراء في أمرهم فاتفقوا على خروج السلطان إلى البلاد الشامية‏.‏

وتجهز يلبغا وجهز السلطان الملك المنصور إلى السفر وأنفق في الأمراء والعساكر‏.‏

وخرج السلطان ويلبغا بالعساكر المصرية إلى الريدانية في أواخر شعبان‏.‏

ثم رحل الأمير يلبغا جاليش العسكر في يوم الاثنين مستهل شهر رمضان‏.‏

ورحل السلطان الملك المنصور في يوم الثلاثاء الثاني منه ببقية العساكر وساروا حتى وصلوا دمشق في السابع والعشرين من شهر رمضان المذكور فتحصن الأمراء المذكورون بمن معهم في قلعة دمشق فلم يقاتلهم يلبغا وسير إليهم في الصلح‏.‏

وترددت الرسل إليهم وكان الرسل قضاة الشام حتى حلف لهم يلبغا أنه لا يؤذيهم وأمنهم فنزلوا حينئذ إليه فحال وقع بصره عليهم أمر بهم فقبضوا وقيدوا وحملهم إلى الإسكندرية إلى الاعتقال بها‏.‏

وخلع يلبغا على أمير علي المارديني بنيابة دمشق على عادته أولًا - وهذه ولاية أمير علي الثالثة على دمشق - وتولى الأمير قطلوبغا الأحمدي رأس نوبة نيابة حلب عوضًا عن الأمير شهاب الدين أحمد بن القشتمري‏.‏

وأقام السلطان ويلبغا مدة أيام ومهد يلبغا أمور البلاد الشامية حتى استوثق له الأمر‏.‏

ثم عاد إلى جهة الديار المصرية وصحبته الملك المنصور والعساكر حتى وصل إليها في ذي القعدة من سنة اثنتين وستين وسبعمائة‏.‏

وصار الأمر جميعه ليلبغا‏.‏

وأخذ يلبغا في عزل من اختار عزله وتولية من اختاره فأخلع على الطواشي سابق الدين مثقال الآنوكي زمام الدار واستقر في تقدمة المماليك السلطانية عوضًا عن الطواشي شرف الدين مخلص الموفقي‏.‏

ثم في شهر رجب استقر الأمير طغيتمر النظامي حاجب الحجاب بالديار المصرية وكانت شاغرة منذ ولي ألجاي اليوسفي أمير جاندار‏.‏

ثم في شعبان استقر الأمير قطلقتمر العلائي الجاشنكير أمير مائة ومقدم ألف بديار مصر‏.‏

ثم في شوال أخلع على الأمير إشقتمر المارديني أمير مجلس بنيابة طرابلس واستقر طغيتمر النظامي عوضه أمير مجلس واستقر الأمير أسنبغا الأبو بكري حاجب الحجاب عوضًا عن طغيتمر النظامي‏.‏

ثم أخلع على الأمير عز الدين أيدمر الشيخي بنيابة حماة ثم استقر الأمير منكلي بغا الشمسي في نيابة حلب عوضًا عن قطلوبغا الأحمدي بحكم وفاته‏.‏

ثم أمسك الأمير‏.‏

شرف الدين موسى بن الأزكشي الأستادار ونفي إلى حماة واستقر عوضه في الأستادارية أروس المحمودي‏.‏

ثم تزوج الأمير الكبير يلبغا بطولوبيه زوجة أستاذه الملك الناصر حسن‏.‏

وفي هذه السنة بويع المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بالخلافة بعد وفاة أبيه المعتضد بالله أبي بكر بعهد من أبيه في يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وسبعمائة‏.‏

ثم أشيع في هذه السنة عن السلطان الملك المنصور محمد أمور شنعة نفرت قلوب الأمراء منه‏.‏

واتفقوا على خلعه من السلطنة فخلع في يوم الثلاثاء خامس عشر شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة‏.‏

وتسلطن بعده ابن عمه الملك الأشرف شعبان بن حسين‏.‏

وحسين المذكور لم يتسلطن غير أنه كان لقب بالأمجد من غير سلطنة‏.‏

وأخذوا الملك المنصور محمدًا وحبسوه داخل الدور السلطانية بقلعة الجبل‏.‏

وكانت مدة سلطنته سنتين وثلاثة أشهر وستة أيام وليس له فيها من السلطنة إلا مجرد الاسم فقط‏.‏

والأتابك يلبغا هو المتصرف في سائر أمور المملكة‏.‏

وسبب خلعه - والذي أشيع عنه - أنه بلغ الأتابك يلبغا أنه كان يدخل بين نساء الأمراء ويمزح معهن وأنه كان يعمل مكاريًا للجواري ويركبهن ويجري هو وراء الحمار بالحوش السلطاني وأنه كان يأخذ زنبيلًا فيه كعك ويدخل بين النساء ويبيع ذلك الكعك عليهن على سبيل المماجنة وأنه يفسق في حريم الناس ويخل بالصلوات وأنه يجلس على كرسي الملك جنبًا وأشياء غير ذلك‏.‏

فاتفق الأمراء عند ذلك على خلعه فخلعوه وهم يلبغا العمري الخاصكي وطيبغا الطويل وأرغون الإسعردي وأرغون الأشرفي وطيبغا العلائي وألجاي اليوسفي وأروس المحمودي وطيدمر البالسي وقطلوبغا المنصوري وغيرهم من المقدمين والطبلخانات والعشروات‏.‏

واستمر الملك المنصور محبوسًا بالحور السلطانية من القلعة إلى أن مات بها في ليلة السبت تاسع المحرم من سنة إحدى وثمانمائة‏.‏

وزوج الملك الظاهر برقوق الوالد بابنته خوند فاطمة في حياة والدها الملك المنصور المذكور واستولدها الوالد عدة أولاد وماتت تحته في سنة أربع وثمانمائة‏.‏

ولما مات الملك المنصور صلى عليه الملك الظاهر برقوق بالحوش السلطاني من القلعة ودفن بتربة جدته أم أبيه بالروضة خارج باب المحروق بالقرب من الصحراء‏.‏

وكان محبًا للهو والطرب راضيًا بما هو فيه من العيش الطيب‏.‏

وكان له مغان عدة جوقة كاملة زيادة على عشر جوار يعرفن بمغاني المنصور استخدمهن الوالد بعد موته‏.‏

وكانت العادة تلك الأيام أن كل سلطان أو ملك يكون له خوقة من المغاني عنده في داره‏.‏

ولم يخلف الملك المنصور مالًا له صورة وخلف عدة أولاد ذكور وإناث‏.‏

رأيت أنا جماعة منهم‏.‏

انتهى والله أعلم‏.‏

السنة الأولى من سلطنة المنصور محمد ابن الملك المظفر حاجي على مصر وهي سنة اثنتين وستين وسبعمائة ومدبر الممالك يلبغا العمري‏.‏

على أن الملك الناصر حسنًا حكم منها إلى تاسع جمادى الأولى ثم حكم في باقيها الملك المنصور هذا‏.‏

فيها كان خلع الملك الناصر حسن وقتله حسب ما تقدم وسلطنة الملك المنصور هذا‏.‏

وفيها توفي الأديب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد المعروف بابن أبي طرطور الشاعر المشهور بحماة عن بضع وسبعين سنة‏.‏

وكان - رحمه الله - شاعرًا ماهرًا حسن العشرة‏.‏

مدح الأكابر والأعيان ورحل إلى الشام ثم استوطن حماة إلى أن مات‏.‏

رحمه الله‏.‏

ومن شعره في مليح اسمه يعقوب وهو هذا‏:‏ الرمل يا مليحًا حاز وجهًا حسنا أورث الصب البكا والحزنا غلطوا في اسمك إذ نادوا به يوسف أنت ويعقوب أنا وتوفي الحافظ المفتن علاء الدين أبو عبد الله مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الحنفي الحافظ المصنف المحدث المشهور في شعبان ومولده سنة تسعين وستمائة قاله ابن رافع وغيره في سنة تسع وثمانين‏.‏

وسمع من التاج أحمد ابن دقيق العيد وابن الطباخ والحسن بن عمر الكردي وأكثر عن شيوخ عصره‏.‏

وتخرج بالحافظ فتح الدين ابن سيد الناس وغيره ورحل وكتب وصنف وشرح صحيح البخاري ورتب صحيح ابن حبان وشرح سنن أبي داود ولم يكمله وذيل على المشتبه لابن نقطة وذيل على كتاب الضعفاء لابن الجوزي وله عدة مصنفات أخر‏.‏

وكان له اطلاع بر وباع واسع في الحديث وعلومه وله مشاركة في فنون عديدة‏.‏

تغمده الله برحمته‏.‏

وتوفي الشيخ الإمام البارع المحدث العلامة جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي الحنفي في الحادي والعشرين من المحرم‏.‏

وكان - رحمه الله - فاضلًا بارعًا في الفقه والأصول والحديث والنحو والعربية وغير ذلك‏.‏

وصنف وكتب وأفتى ودرس وخرج أحاديث الكشاف في جزء وأحاديث الهداية في الفقه على مذهب أبي حنيفة في أجزاء وأجاد أظهر فيه على اطلاع كبير وباع واسع‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي السيد الشريف شهاب الدين حسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن زيد الحسيني المصري الشافعي الشهير بابن قاضي العسكر نقيب الأشراف بالديار المصرية عن أربع وستين سنة‏.‏

وكان كاتبًا بارعًا أديبًا بليغًا‏.‏

كتب الإنشاء بمصر وباشر كتابة السر بحلب وله ديوان خطب وتعاليق ونظم ونثر‏.‏

ومن شعره قوله‏:‏ المتقارب تلق الأمور بصبر جميل وصدر رحيب وخل الحرج وسلم إلى الله في حكمه فإما الممات وإما الفرج وتوفي القاضي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر المعروف بابن بنت الأعز العلامي الفقيه الشافعي في يوم الخميس ثامن عشر شهر ربيع الآخر‏.‏

وكان فقيهًا بارعًا فاضلًا‏.‏

ولي نظر الأحباس بالقاهرة ووكالة بيت المال وعدة وظائف دينية - رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين بلبان بن عبد الله السناني الناصري الأستادار وأحد أمراء المقدمين بالقاهرة‏.‏

وكان من أعيان أمراء الديار المصرية وفيه شجاعة ومروءة وكرم‏.‏

تغمده الله برحمته‏.‏

وتوفي القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عيسى بن عيسى بن محمد بن عبد الوهاب بن ذؤيب الآمدي الدمشقي الشافعي المعروف بابن قاضي شهبة رحمه الله‏.‏

كان إمامًا بارعًا أديبًا ماهرًا‏.‏

باشر الخطابة بمدينة غزة سنين ثم كتب الإنشاء بدمشق وكان له نظم ونثر وخطب‏.‏

وتوفي الشيخ شمس الدين محمد بن مجد الدين عيسى بن محمود بن عبد اللطيف البعلبكي المعروف بابن المجد الموسوي في سلخ صفر‏.‏

وكان فقيهًا فاضلًا إلا أنه كان غلب عليه الوسواس حتى إنه كان في بعض الأحيان يتوضأ من فسقية الصالحية ببين القصرين فلا يزال به وسواسه حتى يلقي نفسه في الماء بثيابه‏.‏

وتوفي الفقيه الكاتب المنشئ كمال الدين أبو عبد الله محمد بن شرف الدين أحمد بن يعقوب بن فضل بن طرخان الزينبي الجعفري العباسي الدمشقي الشافعي بضواحي القاهرة‏.‏

كان معدودًا من الرؤساء الفضلاء الأدباء‏.‏

وتوفي الشيخ المعمر المعتقد أبو العباس أحمد بن موسى الزرعي الحنبلي أحد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في المحرم بمدينة حبراص من الشأم‏.‏

وكان قويًا في ذات الله جريئًا على الملوك والسلاطين‏.‏

أبطل عدة مكوس ومظالم كثيرة وقدم إلى القاهرة أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون وله معه أمور يطول شرحها‏.‏

وكان يخاطب الملوك كما يخاطب بعض الحرافيش وله على ذلك قوة وشدة بأس‏.‏

رحمه الله تعالى‏.‏

وتوفي الأمير سيف الدين برناق بن عبد الله نائب قلعة وتوفي قاضي الكرك محي الدين أبو زكريا يحيى بن عمر الزكي الشافعي - رحمه الله - في أوائل ذي القعدة وهو معزول‏.‏

وتوفي قتيلًا صاحب فاس من بلاد المغرب السلطان أبو سالم إبراهيم ابن السلطان أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني في ليلة الأربعاء ثامن عشر ذي القعدة - رحمه الله تعالى - وكان من أجل ملوك الغرب‏.‏

وتوفي الخواجا عز الدين حسين بن داود بن عبد السيد بن علوان السلامي التاجر في شهر رجب بدمشق وقد حدث وكان مثريًا وخلف مالًا كبيرًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع واثنتا عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وعشر أصابع‏.‏

والله أعلم‏.‏